
الحج 2025: لحظة لإصلاح نزاهة الأمة وسط أزمة أخلاقية
لقد حلّ موسم الحج لعام 2025. بدأ 221 ألف حاج من إندونيسيا بالدخول إلى مراكز embarkasi في 1 مايو 2025، وتوجهت الرحلات الأولى إلى الأراضي المقدسة في 2 مايو. إن وجود هذا العدد الكبير من الحجاج ليس مجرد مناسبة دينية، بل يمثل لحظة وطنية ذات إمكانيات كبيرة لإصلاح نزاهة الأمة.
وقد صرّح بذلك الدكتور لِجيسان سامتافسير، ماجستير في الشريعة، مؤسس حركة “إندونيسيا مبرور”. وأكد أن الحج ليس فقط في تنفيذ الأركان والشروط، بل يجب أن يكون طريقًا للتحول الشخصي والاجتماعي والوطني. وقال: “كل عبادة في الإسلام لها هدف ونتيجة منشودة. وكذلك الحج — يجب أن تكون نتيجته ولادة أناس متقين يُحدثون تغييرًا حقيقيًا في المجتمع”.
وربط الدكتور لِجيسان مناسك الحج هذا العام بواقع إندونيسيا التي تمر بأزمات متعددة. واستنادًا إلى الدكتور عبد الله ههاماهوا، المستشار السابق لهيئة مكافحة الفساد، فإن إندونيسيا تواجه حاليًا خمس أزمات كبرى: الفساد، المخدرات، تفكك الأسرة، ضعف تطبيق القانون، والأزمة القومية. وقال: “جذر كل هذه الأزمات لا شيء سوى أزمة النزاهة”.
وتدعم البيانات هذه الرؤية. فقد أظهر مؤشر الثقة العالمي من IPSOS لعام 2023 أن مستوى ثقة الناس في الشرطة بلغ 27%، وفي موظفي الحكومة 32%، وفي السياسيين 24% فقط. أما هيئة مكافحة الفساد فقد سجلت 2,730 قضية فساد في الفترة من 2020 إلى 2024. كما ارتفعت نسب الطلاق من 15–20% (2010–2015) إلى 72% (2015–2020). أما نسبة تعاطي المخدرات فبلغت 1.7%، أي ما يعادل 3.3 مليون شخص من سكان إندونيسيا الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عامًا.
وقال الدكتور لِجيسان: “السؤال هو، هل يمكن لهذا الحدث الهائل أن يكون وسيلة لإصلاح نزاهة الأمة؟”. وأكد على ضرورة اهتمام الحكومة، وخاصة الرئيس برابوو، بأن لا يُنظر إلى الحج كواجب فردي فحسب، بل كجزء من استراتيجية بناء الشخصية الوطنية.
وأضاف: “وعد الله واضح: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)”. لذلك، يجب أن يُستثمر الحج بشكل كامل لا كمجرد طقوس، بل كعملية تغيير في القيم والسلوكيات لدى الحجاج، مما سيكون له أثر واسع في المجتمع.
كما دعا جميع الأطراف، بما فيهم موظفو الحج، وشركات السفر، ومؤسسات التوجيه الديني (KBIH)، إلى عدم التركيز فقط على الجوانب الفنية، بل أيضًا على إيصال المعنى الحقيقي للحج وتأملاته العميقة.
واختتم قائلًا: “فلنتأكد أن الهدايا التي تُجلب من الحج هذه المرة ليست مجرد تمر، أو ماء زمزم، أو سجادة صلاة، أو مسبحة — بل الأهم من ذلك هو النزاهة، والالتزام بالتغيير، وروح بناء الوطن نحو رؤية إندونيسيا الذهبية 2045”.